|
|
|
|||||
|
|||||||
موسسة "الرسالة أكاديمي" والتي تعنى بالمشكلات الإنسانية الأساسية وتنظيم الدورات التربوية لأجل تعليم الأجيال القادمة وتأهيلها وتنظيم الندوات والورشات العلمية والمؤتمرات كفعاليات علمية وفي هذا السياق مؤسسة الرسالة أكاديمي تنظم مؤتمرا بعنوان "سعيد النورسي ومولانا". في الفترة من 24 إلى 26 مايو 2013 م في قونيا بالاشتراك مع أمانة قونيا الكبرى ووقف البحوث الأكاديمية وسيتناول هذا المؤتمر مكانة كل من العالمين الجليلين سعيد النورسي ومولانا وآثارهما وتأثيرهما وانطلاقا من البحوث العلمية التي تحدثت عنهما . ويهدف هذا المؤتمر إلى دراسة خصائصهما الفكرية التي تخاطب عصرنا من منطلق أكاديمي. هاتان الشخصيتان هما ثمرتان من شجرة القرآن وإن أتيا في زمانين مختلفين . سعيد النورسي الذي ولد بعد مولانا جلال الدين الرومي بنحو 670 سنة يعتبر أن السلف الذين عاشوا قبله أساتذة له. وسعيد النورسي قد زار ضريح مولانا في أزمنة مختلفة وأخيرا قبل وفاته بيوم زاره كزيارة وداع . سعيد النورسي هو الذي قال "لو كان مولانا قد أتى في عصري لألف رسائل النور ولو كنت عشت في عصره لألفت المثنوي". وبناءا على قوله هذا الكلام يمكن القول أن سعيد النورسي قد عبر عن أن المثنوي ورسائل النور يمثلان عقلا مشتركا على اختلاف العصور وتباينها. لقد خاطب سعيد النورسي ومولانا أحاسيس عصريهما وأفكار الذين عاشا فيهما . فمولانا خاطب عقلية وثقافة عصره في مؤلفاته والتي دام إرشادها إلى عصرنا هذا. والمثنوي مع أنه هو الكتاب الذي تجاوز عصره هو بمثابة وصفة طبية للفراغ ولا سيما الفراغ الذي سببه احتلال المغول للعالم الإسلامي المنهزم. وحضرة سعيد النورسي كحضرة مولانا أتى في العهد الذي عاش العالم الإسلامي فيه الاحتلال الغاشم وخاطب ظروف عهده الجديد. وعصرنا هذا هو عصر يحمل في طياته فكر المادية التي وسيطرت عليه مستخدمة العلم ومازالت تلك الفترة قائمة حتى الآن. إن كلا المفكرين قد أكدا في مؤلفاتهما على أربعة مبادئ أساسية والتي اكترث القرآن الكريم بها وهذه المبادئ هي : التوحيد والنبوة والحشر والعدالة والعبادة. بالأخوة والحق والعدالة والمساندة والتكافل والمشاركة حاولا أن يوفرا للبشر في عالمنا بأسره سعادة الدارين مناضلين ضد الظالمين والضيم. وأصبحا دليلين إلى نمط العيش القرآني الذي هيمن الحب فيه بدلا من الكراهية والعداوة. وهذه هي الفكرة البارزة والأساسية في فكر مولانا وسعيد النورسي. إن مؤلفات مولانا وبديع الزمان سعيد النورسي وأفكارهما التي يزيد تأثيرها في العالم يوما بعد يوم هي دائما موضوع بحث في المؤتمرات والندوات وورشات العمل في جميع أنحاء العالم. وإن الضمير الإنساني المتيقظ المنصف يتوجه إلى أفكار علماء الإسلام باحثا عن الحقيقة دوما في مثل هذه الموضوعات التي لا تجيب عن معضلاتها النظم الفكرية البشرية. نحن أمانة قونيا الكبرى ومؤسسة رسالة أكاديمي ووقف البحوث الأكاديمية نود بسط إيضاحات وتقييمات النور القرآني لهذين الشخصين التي تشير إلى نفس الحقائق بأساليب وتعبيرات مختلفة من خلال مناقشة علمية أكاديمية. نحن نود اشتراككم بالمؤتمر الذي ننظمه داعين إلى تقديم الملاحظات التي سنستفيد منها من خلال المؤتمر لطمأنة البشر في إطار من الحب والرحمة. وذلك إحتراما لشخصيتي المفكرين البارزين.
|